غسيل الدماغ؟؟؟؟

مما لا شك فيه أن علم النفس من أخطر العلوم على وجه الأرض, فهو كالكيمياء قد تحول - بتقنيات عالية - التراب إلى ذهب, وقد تصنع مادة في لونها ورائحتها ومفعولها كالمخدرات ولكن في تركيبها تختلف عنها.
إن علم النفس خطير جدا لدرجة أنه في بعض الدول تطبق اختبارات عالية المستوى على من يقدم على دراسته, وفي دول أخرى - مثل إسرائيل - يقدم علم النفس على الطب بمراحل, بل ويقدم على كل العلوم, وهو محور عمل الموساد وسائر أجهزة الأمن في إسرائيل, بل وهو العمود الفقري في عموم الدراسات المخابراتية والمباحثية في جميع أنحاء العالم.
إن تحليلا شاملا لنفسية وشخصية إنسان وتحويل تلك التحليلات إلى بيانات إحصائية وأرقام تجعله مكشوفا تماما للباحث النفسي, بل والأخطر من ذلك أنها تجعل الشخص المبحوث كالصلصال الطري في يد الباحث النفسي المحترف أو المتمكن تمكنا شديدا.
فالراهبة إذا حولت نفسيتها وشخصيتها إلى أرقام وبيانات إحصائية تستطيع تحويلها إلى راقصة استربتيز إذا علمت بيانات وإحصائيات الراقصة وإذا تمكنت من دراسة مكونات الشخصية والنفس الإنسانية وعوامل وجود وزيادة ونقص كل صفة من صفات النفس والشخصية.
ولي صديق درس علم النفس دراسة حرة لكن شديدة التعمق بشكل كبير استطاع تحويل زوجته من سيدة لا تهتم بالمظهر وتخشى بشكل غير عادي من ارتداء الملابس الصارخة ولا ترتدي إلا الملابس الفضفاضة الواسعة إلى سيدة تنزل إلى الطريق العام بملابس أشد سخونة من ملابس مطربات الفيديو كليب.
إن علم النفس خطير جدا, ولذلك يجب دراسته بحذر, فالأمر عند صاحبنا السابق ذكره هين بجانب ما شاهدناه في فيلم "أين عقلي" حينما كان الفنان محمود يس (الزوج) يدرس علم النفس ويتخذ من كتاب "كيف تصنع مريضا" منهجا لعمله لا نقول الخسيس ولكن نقول المريض لكي يحول سعاد حسني (زوجته) إلى مجنونة, لولا تدخل رشدي أباظة (الدكتور) الذي استطاع بخبرته أن يعالج الزوج قبل أن ينجح في الكارثة.
إن تغيير السلوك والاتجاهات والأفكار فرع مهم من فروع علم النفس, ومن المراجع العربية في ذلك الشأن: "ثلاث نظريات في تغيير الاتجاهات" للدكتورة منيرة أحمد حلمي, و"علم تغيير الاتجاهات النفسية الاجتماعية" للدكتور عزيز حنا داود والدكتور تحسين علي حسين, و"تعديل السلوك" للدكتور حسام الدين عزب, ومن الكتب المترجمة كتاب "كيف تصنع مريضا", ومن الكتب الأجنبية كتابان لديفيد ليبرمان وهما: "Get Anyone to Do Anything", وكتاب "How to Change Anybody" والأخير ترجم إلى العربية في سنة 2006م.
كذلك الكتب المؤلفة عن غسيل المخ, وهي كثيرة, ومنها كتاب "غسيل المخ" للدكتور نبيل راغب, و"غسيل المخ" للدكتور فكري الدباغ, و"أساليب الإقناع وغسيل الدماغ" لجي إن براون, وترجمة عبد اللطيف الخياط.