أمسكت أحد الكتب في مكتبتها ونفضت الغبار عنه ..
تساءلت كم الفترة التي مرت عليها وهي بعيدة عن كتبها هذه ..
نظرت للكتاب بحنان من بعد أن عاد غلافه نظيفا يلمع ..
قربته منها وغمرت وجهها الدقيق الملامح به لتستنشق رائحة أوراقه الصفراء.
وفجأة سقطت منه ورقه مطويه صغيرة ..
ألتقطتها وقد بدأت نبضات قلبها بالتسارع ..
فتحت الورقه وبدأت تقرأ الكلمات التي بهتت عند الطيات ..
( يا حبيبتي لاأعلم أهو سعدي أم قدري أن أكون بقربك
الآن وأخط لكِ هذه الأسطر ......... )
أغرورقت عيناها بالدموع ..
وعادت لها ذكريات ذلك اليوم ..
حينما كانت شعلة الحب مازالت متوقده بينهما ..
تذكرت كيف كان ينظر إليها بعينين صافيتين بين الفينة والفينة،
وهو يخط هذه الأسطر ،
وكيف أخذت هي منه الورقه من بعد أن أتمم الكتابه
وطبعت قبله رقيقه على الكلمات .
وأمسكت يده التي كتب بها وأخذت تقبل أناملها قبلات خفيفه
فيما كان يغمض هو عينيه ويرتجف بين يديها ..
ها هو ذا أحمر الشفاه مازال موجودا .. أثر قبلة الحب ..
سقطت منها دمعه حارة على الورقه ..
فأمتزجت بالحبر القديم وأحمر الشفاه ..
ياترى أين أنت الآن يا حبيبي السابق ؟؟
أيرتجف قلبك أزاء ذكريات حبنا لو صادفتك مثلما يرتجف قلبي ؟؟
فليباركك الرب أينما كنت .
صدرت منها آهه ضمنتها كل نار الألم الذي أعتراها الآن ..
طوت الورقه وأعادتها لمكانها وقد زادت أثرا جديدا وهو هذه الدمعة الأخيرة .
سأعود لوحدتي وتأملاتي
ولكني أعلم إن الشمس
ستبزع مع الغد الآتي ....
عيازين نشوف الردود